من أبرز علماء وادي مزاب في النصف الأول من القرن العشرين: الشيخ العلامة حمو بن باحمد باباوموسى، الذي أبلى بلاء حسنا في الميدان العلمي والاجتماعي بالتدريس والإفتاء والإرشاد والتأليف؛ وكان من بين أهمّ آثاره ومنجزاته مكتبتُه العامرة، حيث غدت من بعده نبراسا مضيئا للمشايخ والطلبة والباحثين، وقد بذل صاحبها النفس والنفيس من أجل إنشائها ثم إثرائها بنوادر المصنفات المخطوطة والمطبوعة، ثم المحافظة عليها إلى آخر حياته.
يعد الإهتمام بالكتاب والمكتبات من سمات المجتمعات المتحضرة، وتزداد أهمية الكتاب حينما يكون مخطوطا، لأن المخطوط فضلا عن كونه وعاء يحفظ المعرفة الإنسانية من الضياع والتلف يعد أثرا ماديا بالغ الأهمية لما ينطوي عليه من الدلالات الثقافية واللمسات الفنية التي تعبر عن ذوق المجتمع الذي أنتجه.
تعتبر مكتبة القطب من أهم المكتبات المنتشرة في ربوع منطقة "واد مزاب" وعلى وجه الخصوص قصر "بني يزجن". وتعود أهمية هذه المكتبة إلى المكانة العلمية لمنشئها وصاحبها "امحمد بن يوسف اطفيش"، حيث كون نواتها منذ نعومة أظفاره إذ نجد بين ثناياها منسوخات بخط يده وهو في حدود سن الخامسة عشر وأيضا بدايات تأليف له في نفس تلك السن، وتقاييد له على مخطوطات جلبها في تلك المرحلة من عمره.